عطل عالمي في Cloudflare يشل حركة الإنترنت ويؤثر على تويتر “إكس” و”شات جي بي تي”

وكان من أبرز ضحايا هذا العطل منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، حيث واجه المستخدمون في بلدان متعددة، بما في ذلك السعودية ومصر، صعوبة في الوصول إلى حساباتهم أو تحديث صفحاتهم، وفقاً لبيانات موقع “داون ديتكتور” المتخصص في تتبع أعطال المواقع.

لم يقتصر تأثير العطل على منصة “إكس” وحدها، بل امتد ليشمل مجموعة واسعة من الخدمات الحيوية التي يعتمد عليها ملايين المستخدمين يومياً. وشملت قائمة المتضررين منصات تواصل شهيرة مثل “ديسكورد”، وخدمات بث الموسيقى مثل “سبوتيفاي” و”ساوندكلاود”، بالإضافة إلى منصات التجارة الإلكترونية مثل “شوبيفاي” ومواقع التخزين السحابي مثل “دروب بوكس”.

واللافت في هذا العطل هو تأثيره المباشر على خدمات الذكاء الاصطناعي الرائدة، حيث توقفت روبوتات الدردشة الشهيرة مثل “شات جي بي تي” (ChatGPT) و”جيميني” (Gemini)، وخدمة البحث “بيربلكسيتي” (Perplexity) عن العمل، مما أظهر اعتماد هذه التقنيات الحديثة بشكل كبير على بنية “كلاودفلير” التحتية.

وواجه المستخدمون الذين حاولوا الوصول إلى المواقع المتأثرة رسالة خطأ موحدة تطلب منهم “إلغاء حظر challenges.cloudflare.com للمتابعة”، مما يشير إلى وجود خلل في أنظمة التحقق الأمني للشركة.

من جانبها، أقرت شركة “Cloudflare” بوجود المشكلة عبر صفحة الحالة الخاصة بها، مؤكدة أنها تحقق في الأمر الذي يؤثر على عدد من عملائها، ووعدت بتقديم المزيد من التفاصيل فور توفرها. وأشار موقع الحالة الرسمي للشركة إلى وجود أعمال صيانة مجدولة في بعض مراكز البيانات، مما قد يكون سبباً في التأخيرات والمشكلات المؤقتة.

ويعيد هذا الحادث إلى الأذهان أعطالاً سابقة تعرضت لها الشركة، ففي يونيو 2022، تسبب انقطاع مماثل في تعطيل حركة المرور في 19 مركز بيانات تابعاً للشركة، مما أدى إلى توقف العديد من المواقع والخدمات الرئيسية لمدة ساعة ونصف تقريباً. وفي يوليو 2019، أدى خلل برمجي إلى استهلاك جزء من شبكة “كلاودفلير” لموارد حوسبة هائلة، مما أخرج آلاف المواقع عن الخدمة لمدة تصل إلى 30 دقيقة.

تعتبر “Cloudflare” واحدة من أكبر الشركات التي تشكل العمود الفقري للإنترنت الحديث. فهي تعمل كحاجز ووسيط بين المواقع الإلكترونية والمستخدمين النهائيين، حيث توفر شبكة توصيل محتوى (CDN) وخدمات أمان سحابية لمئات الآلاف من الشركات حول العالم. وتقوم خدماتها بحماية المواقع من الهجمات الإلكترونية، مثل هجمات الحرمان من الخدمة (DDoS)، وتعمل على تسريع تحميل الصفحات وتحسين أداء المواقع. وعندما يحدث خلل في هذه البنية التحتية الحيوية، يكون التأثير واسع النطاق ويشمل عدداً كبيراً من الخدمات غير المرتبطة ببعضها ظاهرياً.